سياسيٌّ سينغالِي: جاليتنَا بالمغرب تتعرضُ لعنصريَّة وكراهيَة متناميتين


صُورة مغرقةٌ فِي القتامة، تلكَ التِي رسمهَا مسؤولٌ حزبِيٌّ سينغالِي زارَ المغربَ، عن وضعِ المهاجرِين السينغاليِّين بالمملكة، من الطلبَة كمَا العاملين، بناءً على ما استقاهُ من شهاداتٍ عن قرب، من بنِي جلدته المقيمين في المغرب، أدلَى بها لصحيفة "دكَار أكتِي"، التِي عنونتْ مادةً بـ"عنفٌ جسدِي ولفظِي، وأفعال عنصريَّة وأخرى تنمُّ عن كراهيَة معاشة فِي المغرب".
القياديُّ فِي الاتحاد من أجل الديمقراطيَّة والإصلاح، منصور نديَايْ، الذِي زارَ المغربَ ليعاينَ الحالة التِي يعيشُ فيها سينغاليُّو المغرب، بعدَ تنامٍ للجدل حول وضع مهاجرِي إفريقيا جنوب الصحراء بالمملكة، التِي أقرتْ سياسيةً جديدةً للهجرة، إنَّ المهاجرِين السينغاليِّين سواءً كانُوا "طلبةً أوْ عمالًا أوْ لاجئين، دائمًا ما يجدُون أنفسهم ضحايًا لعنف، يكون فِي أحسن الحالاتِ لفظيًّا، أوْ جسديًا "أوْ تحرش من قوات الأمن، ما يظهر حسب المسؤول وجود كراهيةٍ لدَى فئة من المغاربة للمهاجرين السينغاليِّين، الذِين ذهبُوا إلى حدِّ التظاهر من أجل المطالبة بحقهم فِي الكرامة.
فِي النطاق ذاته، زاد نديَايْ أنَّ العنصريَّة تجاهَ السينغاليِّين والأفارقَة المنحدرين من جنوب الصحرَاء، أضحتْ تطفُو أكثر فأكثر على السطح، لتأخذَ تمظهراتٍ جليَّة، متهمًا السلطات المغربيَّة بتشجِيع بعضِ الحالاتِ منها.
ولتزكيَة شهادةِ السياسي السينغالِي، ساقتْ صحيفة "دكَار أكتِي"، ما نبهَ إليه فرع الجمعيَّة المغربيَّة لحقوق الإنسان بتاوريرت، في تقرير له، حولَ عمدِ السلطاتِ المحليَّة بالمدينة إلى مطالبة التجار بعدم بيع المواد الغذائيَّة لأفارقة جنوب الصحراء، كيْ يجدُوا أنفسهم مضطرِّين فِي نهاية المطاف لمغادرة المدينَة.
أمَّا نديايْ، الذِي زار المغرب، لحضور فعاليَّات "ملتقَى الشراكة حول النماذج الاقتصاديَّة وأنماط التعاون"، ما بين الرابع عشر والسابع عشر، من ديسمبر الجارِي، فقالَ إنَّهُ اغتنمَ زيارتهُ إلى المغرب للوقوف عن قربِ على ما يعيشهُ السينغاليُّون فِي المغرب، وما يلاقونهُ من صعوبات.
المتحدث ذاته، زادَ أنَّ متانةَ العلاقات بين السينغال والمغرب، اللذين يعدوان كونهما مجرد صديقين، لا تمنع طرح ما يتعرضُ له أفارقة جنوب الصحراء من معاملةٍ عنصريَّة في المغرب، كمَا فِي بلدان أخرى، "السؤال الجوهرِي الذِي يطرحُ نفسه اليوم، هو كيفَ يمكن ضمان أمن سينغاليِّي المغرب؟ ومَا الدور الذِي يمكنُ أنْ تضطلعَ بهِ سلطاتنَا لتضعَ حدًّا لتلكَ الممارسات فِي المغرب؟ أوْ بلدان الاستقبال بصفةٍ عامة؟ يتساءلُ منصور.
فِي محاولةِ الإجابة علَى ما طرحَ من أسئلة، يرَى الخبيرُ السينغالِي فِي التموِيل الإسلامِي أنَّهُ لا محِيد عن إشراك المهاجرِين فِي أيِّ نقاشٍ يهمُّ وضعهم، "نحنُ نناقش دائمًا، عوضهم، كمَا نلتقِيهم فِي الفترات التِي تسبقُ إجراء الانتخابات، أنَا أقرُّ أنهُ من الصعب مناقشة الهجرة دون إشراكِ المهاجرِين، بلْ إنَّ ذلكَ مستحيل، سيمَا أنَّ المهاجرِين السينغاليين في الخارج، أولُ مستثمرٍ في البلاد، بما يناهزُ 790 مليار فرنك". يضيف المتحدث.
وعودةً إلى وضعِ المهاجرِين السينغاليِّين بالمغرب يقول منصور "إنَّ جلَّ الشباب السينغالِي لا يتوفَّرُ على عملٍ قار، يتسكَّعُون فِي الشوارِع، متوجسِين من مرصاد الشرطة"، محفزًا على الانخراط جمعويًّا، لقدرته على إيجاد حلِّ يسوِي وضعهم بالمغرب.